د/ عمر عبد الكافي
السؤال :
- كيفية علاج التوتر في 3 خطوات ؟
الإجابة :
* الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد :
- يعتبر التوتر هو مشكلة العصر ، فأمريكا تنفق 100 مليار دولار لمعالجة المتوتريين الأمريكيين ، وكثير من علماء النفس يحاولوا إيجاد حلول لهذا التوتر ، مثل جلسات الإسترخاء وأخذ النفس العميق وترتيب الشهيق والمشي الكثير وغير ذلك ، حيث دلتهم فطرتهم على تلك الحلول ، إلا أن تلك ليست حلول فعلية ، وللوصول للحل ينبغي الرجوع لله فهو خالق الإنسان وهو أدرى به وأعلم بما توسوس به نفسه ، فنجد في كتاب الله تعالى علاج للتوتر يتمثل في ثلاث ركائز :
1- الركيزة الأولى : يقول الله تعالى " أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " ( الرعد 28 ) ، حيث أن التوتر يبدأ من إهتزاز القلب وإضطرابه وعدم طمأنينته ،فبذكر الله تطمئن القلوب ، ولكن لا تأخذ ذكر الله كأنه علاج فقط بل هو غذاء لك .وذكر الله لا يتمثل في الذكر اللساني فقط بل بالعمل أيضاً فمثلاً ذكر الغني أن ينفق المال ، ذكر صاحب الجاه أن يفتح أبواب الناس ، ذكر القاضي أن يكون عادلاً ، ذكر الموظف ألا يكون مرتشياً ، ذكر الرجل الإحتواء والقوامة الحقيقية والكرم مع الزوجة والأولاد ، ذكر الأولاد البر ، ذكر الوالدين الرعاية والحنو وحسن التربية ، فالذكر هنا بمعناه الواسع أي أن تكون جزءاً من هذا الكون ، فلا تظلم لا تفسد ولا ترتزق من الحرام .. إلخ .
2- الركيزة الثانية : يقول الله تعالى " قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا " ( التوبة 51 ) ، فالله هو خالق العبد وأرحم به من أبيه وأمه ، ولهذا يجب على الإنسان أن يعلم أن الإبتلاء في مصلحة العبد .، فمثلاً الولد الصغير عندما يعطيه الطبيب حقنه فيظن أن الطبيب يؤذيه وذلك لقصور عقله ، ولكن إذا كبر يفهم أن هذا في مصلحته .
3. الركيزة الثالثة : يقول الله تعالى " وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ " ( الطلاق 3 ) ، فإذا توكل الإنسان على بشر مثله فإنه قد يقال من مكانه أو يسافر أو يموت أو يصعب الوصول إليه ، ولذلك يجب على الإنسان أن يتوكل على الحي الذي لا يموت وأن يأخذ بالأسباب .
* وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدئ النفوس ، ويبعد التوتر ، وتصير النفوس مطمئنه بذكر الله وبوعود الله متوكلة على الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق